mardi 13 juillet 2010

الترينو.   



لِبْسِتْ السفساري متاعها و خرجت حالفة ما عادش باش تقعدلو فيها, بايتة ليلة كاملة تبكي بالشّهقة وهو ما قدّرش حتّى الضنا اللّي في كرشها, هبط عليها بعصا على جنابها نحّاها مالمصلحة اللي تعدّي هي بيها النهار تكنس و تنظف في الوسخ متاعو و متاع أُمّو.
هاذا هو اللّي "نحبّك يا بنت خالي" ؟ "ناخذو بعضنا و نعيّشك أحلى عيشة" ؟ عيشة البونيشة حب يقول.


سلّمت في الغالي و الرخيص و ما خذاتش سيد اسيادو و رضات بيه هو, و سكنت في دار ضيّقة, زوز بيوت, و معاهم أمّو, ما حملتهاش, ما طاقتهاش و بدات في المشاكل معاها من ليلتهم الأولى قاللها "ما تعملش حسّ, أمّي راقدة".


زادت حلفت ما عادش راجعة و زربت خطوتها, ما عندهاش لا حق تكسي و لا حتّى حق كار, و كل خطوة تمشيها توجعها في جنبها اللّي بكلّو بقع زرق.


يجي ساعة وهي تمشي, حتّى وصلت لدار بوها, حلّتلها امها الباب, نڨزت في عنقها تبكي, هدّاتها أمها شوّية و دخلو للسقيفة.


قالتلها وهي تبكي "ضربني, سبّني وما خلّى منّي ما بقّى" و عرّاتلها ظهرها و ورّاتها ساقيها والحالة اللي هي فيها.
سكتت أمّها و هبطت راسها, و قالتلها "انتي اللّي حبّيت عليه, وبوك شاورك" جاوبتها "ما كانش هكّه مالأول" قالتلها أمّها "بكلّنا ما كنّاش هكّه مالأوّل, علاش ضَربك ؟"


ولّات هاك العروسة حكاتلها الحكاية, كيفاش أمّو ما تاكلش المرمز و كيفاش هي نسات الحكاية و كي جات تحضّر في العشاْء ما لقات عندها شي , شويّة حمص منفّخ و مغرفة طماطم و زوز طروف لحم علّوش جابوهملها الجيران كي ضحّاو الصباح, ولدهم خذا الشّهادة, اكّاهو ولّات و عملت العشا مرمز, و حطّت صحن لحماتها في بيتها على خاطرها تتعشّى بكري باش ترقد بكري و مشات بحذا جارتها , هجّالة عايشة وحدها ساكنة الحيط للحيط مستانسة تعدّي بحذاها هاك السّويعة ترغي حتّى يروّح راجلها تمشي تتعشّى معاه.

و يروّح راجلها, ويلقى أمّو فايقة و بلاش عشاء, يكركرها من شعرها و هي تصيح من قدّام دار جارتها و يهبط عليها بهاك العصا على جنابها حتّى ولّى ما عادش عندها صوت, و يخلّيها هكّاكة ما في عينها بلّة يجيبلها هاك الصحن يقلبهولها على راسها و يمشي للكوجينة يطيّب عضمتين لأمّو و يعمللها بيهم كسكروت بشويّة هريسة و زيت حاكم و يمشي يعشّيهولها و كمّل بات حذاها.
قامت هي بالسّيف, نظّفت حالتها باللّي نجّمت و مشات رقدت, كي جا الصباح, هو خرج من هوني, و هي هربت.


زادت سكتت أمّها, و عطاتها كاس ماء, وقالتلها "برّى أرجع" الطفلة شرقت "نرجع ؟" قالتلها "إيه برّى أرجع, هاذاكه مكتوبك." قالتلها "حتّى يجي بابا", ولّات و سكتت أمّها.


ساعة من زمان, و دخل سي الشّاذلي, لمحها قاعدة بالظهر دوّر وجهو و نادى "بحذانا شكون ؟"
جاوبتّو فيسع "بنتك بنتك يا سي الشّاذلي"


قامت الطفلة تجري تبوس و تعنّق في بوها "اشنيّ أحوالك بنيّتي, وينو راجلك ؟"
أمّها هربت للكوجينة وهي قالتلو "هربت يا بابا, عمل فيّ" وبدات تبكي تورّي فيه في بقعة زرقة نيلة في ذراعها, عقد سيدك الشّاذلي حواجبو وقاللها "معناها راجلك ما في بالوش بيك هوني ؟" قالتلو "لا" يهزّ العكّاز متاعو و يسخطها بيه كيما جا جا يطيّحها في القاعة "تخرج مالدّار و راجلك ما في بالوش ؟ الثّنيّة اللّي جابتّك ترجّعك"


تكركر روحها هاك الطّفلة و هي ما فاهمة شي و خلطت عليها أمّها بالسّفساري و بوها يصيح و كشاكشو تكشكش "كان رجعت مرّه أخرى من غير راجلها ما تحللّهاش الباب ماكانش واللّه نسفر بروحك و بروحها"


و نسى بوها الحكاية, حتّى لآخر اللّيل بعد صلاة العشاء كي جاووه زوز مالحاكم ببطاقة تعريفها اللي  ما زالت بعنوان دار بوها, قالو ضربها الّترينو في العشيّة و تفكّرها ربّي هي و ضناها.

1 commentaire: